ارتبطت المخاطر والكوارث بالحياة البشرية منذ القدم، والمخاطر والكوارث قد تكون طبيعية مفاجئة أو محتملة، وقد تكون من صنع البشر والتي تتمثل في الاعتداءات المختلفة. ولا شك بأن التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع لم يستطع أن يحد من المخاطر والكوارث، وقد يكون في بعض الأحيان مساهما في زيادة وتيرتها وتعقيدها. وقد اهتمت الدول جميعا بهذه القضية المهمة، لما لها من أثر فاعل على المجتمعات والحكومات، بما تمثله من تحد حقيقي عند وقوعها، والتي تؤدي إلى آثار وخسائر مادية وبشرية فادحة، إضافة للآثار الاجتماعية والصحية والنفسية السلبية المصاحبة لحدوث المخاطر والكوارث، والتي قد تكون طويلة المدى، وما يصاحبها من تبعات اقتصادية وبيئية خطيرة.
ولا شك بأن المجتمع الفلسطيني يعيش ظروفاً استثنائية ناجمة عن وجود الاحتلال الإسرائيلي، والذي يمارس الاعتداءات الممنهجة والمستمرة التي تستهدف الناس وبيوتهم وأراضيهم وحقولهم ومؤسساتهم. كما أن العوامل البيئية بأنواعها المختلفة من منخفضات جوية وسيول مائية وانجراف للتربة، والنشاط الزلزالي، كلها عوامل تتطلب وجود تخطيط وإدارة وتنفيذ بأساليب علمية صحيحة تمكن من منع وتجنب أو التخفيف من المخاطر والكوارث ونتائجها. كما أن الوعي العلمي الصحيح والمهارة في الأداء يؤدي إلى اتخاذ القرار الأفضل والأسرع وحسن التصرف، والحد من الآثار السلبية، والتقييم الدقيق بكل ما يتعلق بالكارثة وتبعاتها.
ومن هناك جاء برنامج ماجستير إدارة الأزمات والكوارث لتأهيل الكوادر المتخصصة في مجال إدارة الكوارث من أجل تنفيذ أنشطة إبداعية للحماية من المخاطر والكوارث، ووضع الخطط الاستباقية للحد منها، وتضمينها مشاريع التنمية المستدامة وسياساتها. إن الجاهزية الصحيحة للتجاوب مع المخاطر والكوارث وإدارتها لا تعني فقط الجاهزية المادية، بل تشمل جميع جوانب التخطيط للتصدي ولمواجهة الكوارث، بحيث أصبحت تشير إلى إدارة المخاطر و الكوارث ونتائجها على حدٍ سواء، كما تتضمن مجموعة واسعة من المهمات قبل الحدث وخلاله وبعده متمثلة في: التخطيط والجاهزية لمواجهة الكوارث، ومواجهة الكارثة أو الحدث الطارئ، و إعادة التأهيل بعد الكارثة.